التدريس والتعليم
مفهوم التدريس
لغة :
التدريس من درس فيقال :درس الشيء يدرسه درسا ودراسة كانه عانده حتى انقاد لحفظه ، وقيل : درست اي قرأت كتب اهل الكتاب ، ودارستهم : ذاكرتهم ، ومنه درست ودراست ويقال : درست السورة أو الكتاب اي : ذللته بكثرة الكتابة حتى حفظته .
اصطلاحا :
إن مفهوم التدريس قد تعرض
لآراء واتجاهات متباينة ويرجع السبب في ذلك الى وجود أكثر من اتجاه بين التربويين الذين
حاولوا تعريفه فلكل منهم منهجه الخاص به الأمر الذي ترتب عليه إعطاء مفاهيم ومسميات
مختلفة له ، ويمكن إيجازها بالاتي :
التدريس عملية اتصال : إن التدريس عملية اتصال
بين المعلم والمتعلم يحاول المعلم إكساب المتعلمين المهارات والخبرات التعليمية المطلوبة
ويستعمل طرائق ووسائل تعينه على ذلك لجعل المتعلم مشاركا فيما يدور حوله في الموقف
التعليمي .
التدريس عملية تعاون
:
يقصد بالتدريس معاونة المتعلمين على تعديل طرائق
تفكيرهم وشعورهم وأفعالهم ووسائل المدرس في هذا هي خبراته السابقة ، وقدرته الفاعلة
على إحداث التغيير المطلوب .
التدريس نظام :
يقصد به نظام متكامل له مدخلاته وعملياته ومخرجاته
المتمثلة في :
المدخلات
:
وتمثل ( المعلم ، والمتعلم ، والمناهج الدراسية
، وبيئة التعلم ).
العمليات :
وتشمل ( الأهداف ، والمحتوى ، وطرائق التدريس
، والتقويم ) .
المخرجات :
وتشمل ( التغيرات المطلوب أحداثها في شخصية المتعلم
) .
وعليه
فان التدريس على وفق التدريس نظام بأنه نظام من الإعمال مخطط له بقصد أن يؤدي إلى تعلم
المتعلمين ونموهم في جوانبهم المختلفة ويحتوي هذا النظام على مجموعة من النشاطات التي
يقوم بها المعلم والمتعلم ، ويتضمن هذا النظام ثلاثة عناصر هي :
المعلم والمتعلم والمنهج الدراسي .
. التدريس نقل معلومات
:
يقصد به عملية
اجتماعية يتم من طريقها نقل مادة التعلم سواء أكانت معلومة أم قيمة أم خبرة للمتعلم
من اجل التأثير في شخصيته تأثيرا علميا شرط ان تكون المعرفة متفقة مع الهدف المنشود
. التدريس
مهنة :
يقصد بالتدريس مهنة خلاقة تختلف الأساليب فيها
وتعتمد اعتمادا كبيرا على كل من المدرس والمتعلم . مهنة لها أصولها وعلم له مقوماته
، وفن له مواهبه ، وعملية تربوية تقوم على أسس وقواعد ونظريات ، وعملية بناء وتكوين
الأجيال المتعاقبة والحقب المتلاحقة .
. التدريس نشاط مقصود
:
ويقصد به نشاط إنساني يتكون من مجموعة من النشاطات
التي يقوم بها المعلم من اجل مساعدة المتعلمين على تحقيق أهداف تربوية معينة يتم فيه
التفاعل بين المعلم والمتعلم وموضوع التعلم وبيئة التعلم ويؤدي هذا النشاط الى نمو الجانب المعرفي والعاطفي والمهاري لكل من
المعلم والمتعلم ويخضع هذا النشاط الى عملية تقويم شاملة ومستمرة .
بناء على ما تقدم يمكن حصر التدريس بالاتي :
التدريس عملية نقل المعلومات من
المعلم الى المتعلم .
التدريس إحداث تغيير أو تيسير
التعلم .
التدريس نشاط دينامكي ذو ثلاثة عناصر هي : المعلم
والمتعلم والمنهج .
التدريس عملية اتصال إنساني .
التدريس نشاط عملي علمي
التدريس منظومة من العلاقات والتفاعلات
الدينامكية لعدد من العناصر والمكونات
التدريس عملية قرار .
التدريس عملية تشكيل مقصود لبيئة
التعلم وبيئة الفرد .
مفهوم
التعليم
التعليم يطلق على
العملية التي تجعل الآخر يتعلم ، فهو جعل الآخر يتعلم ويقع على العلم والصنعة ، وهو
عملية مقصودة أو غير مقصودة مخطط لها أو غير
مخطط لها تتم في داخل المدرسة أو خارجها في
زمن محدد او غير محدد ويقوم بها المعلم أو غيره بقصد مساعدة الفرد على التعلم واكتساب
الخبرات .
والتعليم اشمل وأوسع
من التدريس لأنه يطلق على كل عملية يقع فيها التعليم سواء أكان مقصودا أم غير مقصود
وهو يقع على المعارف والقيم والاتجاهات ، فنقول علمته الحساب والأخلاق والكرم وقيادة
السيارة ، في حين لا يصح أن نقول درسته قيادة
السيارة لان قيادة السيارة مهارة .
الفرق بين
التعليم والتدريس
يمكن إيجاز الفرق بين التعليم والتدريس فيما
يأتي :
التعليم اشمل من التدريس في الاستعمال التربوي
.
التدريس يتناول المعارف والقيم من دون المهارات
بينما التعليم يتناول المعارف والمهارات والقيم .
التدريس عمل مخطط مقصود أما التعليم فقد يحدث
بقصد أو من دون قصد
التدريس يحصل في داخل المؤسسات التعليمية بينما
التعليم يحصل في داخل المؤسسات التعليمية أو خارجها أو في الاثنين معا لان الفرد قد
يتعلم في المدرسة أو قد يتعلم من المجتمع وقد يتعلم من أفراد العائلة .
التعلم
التعلم نتاج
التعليم وهو نشاط يبديه المتعلم في أثناء التعليم أو التدريس بقصد اكتساب المعارف أو
المهارات ويكون تحت إشراف المدرس أو بدونه ويعرف بأنه : مفهوم فرضي يستدل عليه من طريق
نتائج عملية التعلم والأداء التحصيلي للمتعلمين ، او انه مجموعة من التغيرات السلوكية
التي تظهر في سلوك المتعلمين بعد مرورهم بخبرة معينة ويستدل عليها من طريق قياس أدائهم
المعرفي والنفس حركي والوجداني في ضوء الخبرات التي مروا بها . الخفي .
مكونات عملية التدريس
أولا : المعلم
يؤدي المعلم أدوارا
عدة ومتداخلة في عملية التدريس منها :
خبير
التعليم :
المعلم هو الشخص الذي يخطط التعلم ويرشده ويقومه
، وانه يضع القرار مسبقا لتحديد ماذا تعلم ، وما المواد التعليمية المستعملة واللازمة
لعملية التدريس ، وما الطريقة التدريسية التي تناسب المحتوى المختار وكيف يمكن تقويم
مدخلات التعلم . هذه القرارات تعتمد على عدد من الحقائق منها تحديد الاهداف ومعرفته
عن الموضوع وعن نظريات التعلم والدافعية وقدرات
المتعلمين وحاجاتهم.
القائد :
دور المعلم هو تهيئة بيئة التعلم وإدارتها الإدارة
الصحيحة من اجل إحداث التغيير المناسب في سلوكية المتعلمين ، ووضع القوانين والإجراءات
لمناشط التعلم ، وتقع على عاتق المعلم مسؤولية تنظيم الصف الدراسي من مقاعد وإعلانات
ولوحة البيانات والكتب الإضافية وتشجيع المتعلمين على الاطلاع على هذه الكتب .
المرشد:
دور المعلم ان يملك مهارات تكوين علاقات إنسانية طيبة ومهيأة
للعمل مع تلك المجموعات ، وهذا يتطلب منه فهما حقيقيا لنفسه ودوافعه وآماله ورغباته
من ناحية وفهمه الآخرين من ناحية أخرى .
بناء على ما تقدم لابد من إعداد المعلم الإعداد الكافي حتى
يكون قادرا على القيام بعدد من السلوكيات الآتية :
القدرة على التعبير والتوضيح والاستماع .
القدرة على التعرف على الكلمات والتلميحات التي تدل على فهم المتعلم .
القدرة على إقامة علاقات الألفة والمودة وإشاعة جو من المرح من دون توتر أو
قلق .
القدرة على إدارة المناقشات وإعطاء
المبررات .
القدرة على التحكم في سلوكه .
القدرة على إدراك الفروق الفردية بين المتعلمين .
القدرة على تشخيص صعوبات التعلم وعلاجها .
القدرة على استعمال الوسائل التعليمية .
القدرة على إدارة الصف الدراسي .
القدرة
على البحث والاطلاع المستمرين .
ثانيا : المتعلم
المتعلم هو المستهدف من العملية التعليمية ، إذ
تسعى التربية الى توجيه المتعلم وإعداده للحياة ولكي يتحقق ذلك يجب معرفة احتياجاته
، وعملية التدريس يجب ان تواجه احتياجات المتعلم بحيث لا تقتصر على عدد من الدروس في
الأسبوع داخل جدران الصف ولكنها يجب ان تتعدى الصف الدراسي الى البيئة الخارجية وذلك
لإتاحة الفرصة لمواقف تعليمية متنوعة يتفاعل فيها المتعلم ويحقق له النمو الجسمي والعقلي
والانفعالي والاجتماعي بدرجة تلبي احتياجاته ومطالبه التي لا يستطيع التعبير عنها بصراحة .
ثالثا : المادة الدراسية
تمثل المادة الدراسية الرسالة التي ترسل من المعلم
الى المتعلم من طريق تفاعله مع المعلم في أثناء مشاركته الفاعلة مع مكونات المنهج جميعا
، وتعد المادة الدراسية ركنا أساسا في عملية التدريس لأنها تمثل عينة مختارة لمجال
معرفي معين ترتبط بحاجات المتعلم وخصائصه ، لذا لابد من التأكيد على أساسيات المعرفة
التي تحدد الهيكل البنائي لها بالدرجة التي تسهم في تنمية القدرات والمهارات العقلية
للمتعلم وإكسابه الميول والقيم المناسبة ، ولابد من مراعاة العلاقة بين طبيعة المادة
الدراسية وأساليب التدريس المناسبة لها .
رابعا : بيئة التعلم
يقصد ببيئة التعلم جميع العوامل المؤثرة في عملية التدريس
وتسهم في تحقيق مناخ جيد للتعلم يجري فيه التفاعل بين كل من المعلم والمتعلم والمادة
الدراسية وتيسر أداء المعلم لرسالته وتزيد من اعتزاز المتعلم بمدرسته ومجتمعه ، وتقسم هذه العوامل الى :
عوامل فيزيائية تتضمن التجهيزات والمكتبة والملاعب وموقع
المدرسة ونظافتها ، والجو الصحي وتوافر المواصلات .
العوامل التربوية وتتضمن الكتب المدرسية والمراجع والأنشطة
التعليمية والمتاحف واساليب التدريس والامتحانات واساليب التقويم والتفاعل اللفظي في داخل الصف الدراسي وإدارته
.
العوامل الاجتماعية وتتضمن التفاعل الاجتماعي في المدرسة
والانضباط والنظام في ادارة المدرسة والعلاقة بين المدرسة والمنزل والتوجيه والإرشاد
والعلاقة بين المدرسة والمجتمع .
خامسا : مؤثرات عامة في التدريس
هناك مؤثرا ت عامة تؤثر
في التدريس يمكن تبويبها في ثلاث فئات هي :
مؤثرات البيئة المحلية ، وتتمثل بالبناء الاجتماعي المحلي والطبقات السائدة
فيه والحالة الاقتصادية والثقافية والمستوى الاقتصادي للأسرة واللغة والكفايات الحياتية
والاجتماعية التي تتطلبها البيئة المحلية لتنميتها لدى المتعلمين .
مؤثرات البيئة المدرسية ، وتتمثل بالفنيين والإداريين والعاملين وما يتصفون
به من خلفية اجتماعية وفلسفة تربية وادوار وظيفية واساليب تعامل والعلاقات السائدة
في المجتمع .
مؤثرات البيئة الصفية ، وتتمثل بنوع الأقران وعددهم في غرفة
الصف الدراسي ، وما ينمازون به من مواصفات شخصية ونفسية واساليب التفاعل والاتصال السائد
بينهم وبين المعلم ، ومرونة حركتهم في الصف الدراسي .
اسس التدريس الجيد
مراعاة الخلفية المعرفية للطالب وخبراته وامكاناته واهتماماته
، لان هذه المراعاة والمعرفة تتيح له تفاعلا مبصرا مع الطالب على وفق هذه الخلفية كذلك
تتيح فرصة للطالب لان يتناول موضوع الدرس على وفق امكاناته وخلفيته المعرفية .
وضوح هدف الدرس ، اذ ان وضوح الهدف للمدرس والطالب يضمن تعليما
وتعلما جيدين، ويبعدالمدرس من الخروج عن المحور الرئيس للدرس .
استعمال اكثر من حاسة في عملية التدريس من طريق الوان النشاط
الذي يمارسه.
ينبغي ان يتحدى قدرات الطالب ويشبعها وذلك بشتى الاساليب
فالخبرات التي يتعرض لها الطالب خلال الدرس ان كانت ملبية لحاجاته ينشط في معرفتها
كذلك ان كانت المواد والموضوعات مناسبة لقدرات الطالب العقلية والفكرية .
ينبغي ان يؤدي التعلم بالطالب الى فهم وظيفي ، اي ان مادة
التعلم يجب ان يكون لها ارتباط بالحياة .
مراعاة الحالة الانفعالية للطالب ، اذ ان الطالب يكون اكثر
تقبلا للدرس ان كان مسرورا نشيطا والعكس هوالصحيح .
ان تكون بيئة التعلم متلائمة مع مجمل متغيرات الموقف التعليمي
وتشمل في التعلم كل التفاصيل التي تحيط بالمتعلم من معلم وكتاب ووسائل تعليمية ومكان
التعلم والمناخ العام والمناقشات والتفاعل في الصف ودرجة مستواه .
التدريس الجيد هو الذي يبدأ بالطالب وينتهي به اي يكون الطالب
غاية كل نشاط .
No comments:
Post a Comment